إستضافت جمهورية الصين الشعبية الدورة السابعة لمؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة في مدينة هايكو بمقاطعة هاينان، تحت شعار “إطلاق عصر ذهبي للتعاون العربي الصيني في مجال الطاقة، والإلتزام بالجودة والمعايير العالية والمستدامة”، وذلك بمشاركة حوالي 250 مشاركاً من كبار المسؤولين والخبراء والمعنيين بشؤون الطاقة بينهم 90 مشاركاً من الجانب العربي، و160 مشاركاً من الجانب الصيني، إلى جانب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، والهيئة العربية للطاقة الذرية التي مثلها سعادة المدير العام أ. د. سالم حامدي والخبير المكلف بالشئون العلمية أ. د. ضو مصباح.
في الجلسة الإفتتاحية، ألقى سعادة السيد المدير العام للهيئة الوطنية للطاقة Zhang Jianhua (رئيس الجانب الصيني)، بكلمة رحب فيها بالحضور الكرام، وأشار إلى القوة التي تمتلكها الصين كقوة عظمى في قطاع الطاقة، والجهود التي تبذلها البلاد تؤهلها أن تتصدر العالم في مجالات متعددة مثل توليد الطاقة المتجددة وتحول وإنتقال الطاقة، كما أبدى إستعداده للتعاون المشترك وإستغلال الفرص الإستثمارية إلى جانب توفر الخبرة الصينية في هذه المجالات. كما ألقى سعادة أ. د. سالم حامدي – المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية كلمة عن إنطلاق التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة النووية خلال فعاليات الدورة الثانية لمؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة والذي عقد في الخرطوم عام 2010. حيث عقد إجتماع بين الهيئة العربية للطاقة الذرية واللجنة الوطنية النووية الصينية تم أثناؤه وضع آلية للتعاون العربي الصيني في مجال الطاقة النووية، يث إقترحت الهيئة برامج على مدى السنوات القادمة في مجالات: التخطيط للطاقة، الأمان النووي، إختيار المواقع، إستكشاف وتنقيب اليورانيوم، الإستعداد للطوارئ والإستجابة لها وإدارة النفايات. وتم تنفيذ عشر أنشطة تدريبية ناجحة في مواضيع مفاعلات القوى وأمانها، سبع منها في الصين وثلاث في تونس منذ سنة 2013، كما أشار إلى توقيع مذكرة التفاهم بين الهيئة العربية للطاقة الذرية والسلطة الصينية للطاقة الذرية بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية -إدارة الطاقة، يوم 25/05/2017، حيث تم بمقتضاها الإتفاق على البناء المشترك لمركز تدريب عربي معني بإستخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية على أساس الصداقة، والمساواة والمنفعة المتبادلة.
عقدت في هذه الدورة أربع جلسات عمل بالتوازي منها جلسة رئيسية وثلاث جلسات طرحت من خلالها العديد من المواضيع منها النفط والغاز الطبيعي، الطاقة النووية، الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وقد تضمنت أيضاً بحث آفاق التعاون العربي الصيني في مجالات الطاقة الكهربائية، والطاقة المستدامة، والإستخدامات السلمية للطاقة النووية، والنفط والغاز الطبيعي، وفرص الإستثمار في قطاع الطاقة.
قدم أ. د. ضو مصباح – من الهيئة العربية للطاقة الذرية عرض مرئي حول التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة النووية. وقد تطرق العرض إلى الوضع الحالي لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية في الدول العربية، وإلى دوافع استخدام الطاقة النووية في الدول العربية، والتحديات التي تواجه الدول العربية في استخدام الطاقة النووية، ثم استعرض مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الهيئة العربية للطاقة الذرية والسلطة الصينية للطاقة الذرية بتاريخ 25/5/2017، حيث تم بمقتضاها الإتفاق على البناء المشترك لمركز تدريب عربي معني باستخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية على أساس الصداقة، والمساواة والمنفعة المتبادلة، ويهدف المركز إلى تدريب الكوادر العربية في مجال الإستخدام السلمي للطاقة النووية، والإرتقاء بالتعاون بين الإدارات والمؤسسات ذات الصلة بين الصين و الدول العربية، والتواصل وتبادل الخبرات بغية تطوير مجال الطاقة النووية، وتنفيذ التعاون العملي المشترك في هذا الميدان، وأخيراً تطرق العرض إلى مشروع إنشاء محاكي لمفاعلات القوى لتدريب وتأهيل العاملين في برامج القدرة النووية العربية.
وخلال المؤتمر، تم إجتماع جانبي بين الهيئة العربية للطاقة الذرية والشركة الصينية للطاقة النووية CNNC واتفقوا على ما يلي:
- مواصلة التعاون بين المؤسستين وتوقيع مذكرة تفاهم بينهما.
- يقدم الجانب الصيني جملة من منح الماجستير والدكتوراه للمهندسين العرب الشباب المنخرطين في البرامج الوطنية الصاعدة للقدرة النووية. وتكون هذه المنح عن طريق الهيئة العربية للطاقة الذرية.
- تدرس الشركة الصينية للطاقة النووية مدى مساهمتها في إنشاء المركز العربي للتدريب على تشغيل محطات القوى.
في نهاية فعاليات الدورة السادسة لمؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة، تم التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر من جانب كل من سعادة السيد تشانج جيانج هوا مدير الهيئة الوطنية للطاقة بجمهورية الصين الشعبية رئيس الجانب الصيني، وسعادة الدكتور محمد موسى عمران -وكيل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بجمهورية مصر العربية رئيس الجانب العربي. وقد تضمن البيان الختامي فيما يخص التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة النووية النص الآتي:
“إتفق الجانبان على أهمية تطوير التعاون في مجال الإستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتعزيز الإستخدامات السلمية للطاقة النووية، وخاصة بناء القدرات في مجالات توليد الطاقة وإزالة ملوحة مياه البحر، والإستفادة من تجربة الصين، والتأكيد على التعاون بين الصين والدول العربية في مجال أبحاث التكنولوجيا النووية. وأشار الطرفان إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة العربية للطاقة الذرية وهيئة الطاقة الذرية الصينية في عام2017 بشأن إنشاء مركز تدريب عربي على الإستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وحثا الطرفين على إستئناف التنسيق والجهود المشتركة لتحقيق أهداف هذه المذكرة”.